- رقيّةزائر
« الحَدِيث ذُو شُجُون»
الثلاثاء فبراير 14, 2023 1:40 am
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على نبينا محمد وعلى اله وبارك وسلم.
.
.
.
ابن رجب رحمه الله :
من كَبُرت هِمته، لم يرض بطلب شيءٍ سِوى الله سبحانه وتعالى.
.
كُلُّ غدوي ورواحي
في مسائي وصباحي
.
وكذا ذكرك روحي
ثم ريحاني وراحي
.
أنت سؤلي ونصيبي
ومرادي ونجاحي
.
يا غياثي وملاذي
لرشادي وصلاحي.
===
اللهم اجعل همة شباب امّتنا في مرضاتك، وسعيا موصلًا إلى جناتك امين امين يارب العالمين.
.
- رقيّةزائر
رد: « الحَدِيث ذُو شُجُون»
الثلاثاء فبراير 14, 2023 5:42 am
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما أكثر من يرجع أثناء الطريق أو ينقطع، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن .
.
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ )
.
خليليَّ قُطّاع الفيافي الى الحمى
كثيرٌ وأما الواصلون قليلُ .
القارىء راشد الحليبه.
.
.
تابع…
- رقيّةزائر
رد: « الحَدِيث ذُو شُجُون»
الثلاثاء فبراير 14, 2023 5:50 am
- رقيّةزائر
رد: « الحَدِيث ذُو شُجُون»
الثلاثاء فبراير 14, 2023 6:52 pm
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على نبينا محمد وعلى اله وبارك وسلم.
.
…السابقون الأولون أبرّ هذه الأمّة قلوباً، وأعمقها علماً، فلا يغيب عنهم
الإيمان بالقدر في أحلك الأوقات وأصعبها..
.
فعمر الفاروق رضي الله عنه لما طُعِن قال: "وكان أمر الله قدراً مقدوراً"
وكذا قالها طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه لما رمي
(ينظر: الإبانة لابن بطة (القدر) 2/87 - 88).
.
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول:
"ما تركتني هذه الدعوات ولي سرور في غير مواقع القضاء والقدر:
اللهم رضّني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحبّ تعجيل ما أخرتَ، ولا تأخير ما عجلتَ"
(مجموع رسائل ابن رجب 1/176).
.
ولطالما شاهدنا من عوام المسلمين من حقق الإيمان بالقدر، وخالط الرضا واليقين بشاشة قلبه
قد ارتقوا عن منازل الصبر على البلوى إلى مقامات الحمد والرضا
يتحدثون بعفوية وصدق عن حسن ظنهم بالله وأقداره
ورضاهم بما اختاره الله لهم وقضاه
.
وألسنتهم لا تفتر عن حمد الله وشكره في حال النعماء والضراء واليسر والعسر.
في المقابل قد تجد من ينتسب إلى العلم والفقه ثم تراه كثير الاعتراض على الأقدار
قد استحوذ عليه سوء الظن بالله وتقديره، والعُجب بنفسه. كما حكى ابن الجوزي
عن صدقة بن الحسين الحداد - وقد اشتغل بالفقه والفتوى -
أنه كان يعترض على القضاء والقدر
.
وقد دخل عليه ابن الجوزي وعلى صدقة «جَرَب»
فقال لابن الجوزي: ينبغي أن يكون هذا على جمل لا عليّ أنا.
(ينظر: المنتظم 18/243، وينظر: صيد الخاطر ص 135-195.
.
ومما يجدر ذكره أن هذا التخبط والضلال الذي لحق صدقة الحداد، عقب مطالعته كتاب الشفا لابن سينا!)
الجرب: مرض جلدي عبارة عن بثور تعلو أبدان الناس، والإبل
.
وحكى ابن القيم طرفاً من هذه الزندقة فقال: "فلقد بلغنا وشاهدنا من كثير من هؤلاء
من التظلّم للرب تعالى واتهامه ما لا يصدر إلا من عدو". وقال أحد كبار القوم:
"ما على الخلق أضرّ من الخالق". فأنت تشاهد كثيراً من الناس إذا أصابه
نوع من البلاء
يقول: "يا ربي ما كان ذنبي حتى فعلتَ بي هذا؟"
(إغاثة اللهفان 2/256 - 257= بتصرف يسير)
.
- وما سبق يؤكد ضرورة تحقيق الجانب الوجداني في باب القدر
والاحتفاء بتقرير المعتقد الصحيح - في هذا الأصل -، وما يستلزمه من تحريك القلوب
وتزكية النفوس من غوائل وآفات تعارض الإيمان بالقدر. كما بيّنه ابن تيمية بقوله:
"شهود القدر في الطاعات من أنفع الأمور للعبد، وغيبته عن ذلك من أضرّ الأمور به،
.
فإن يكون قدرياً منكراً لنعمة الله عليه بالإيمان والعمل الصالح
وإن لم يكن قدري الاعتقاد كان قدري الحال، وذلك يورث العُجْب والكبر
ودعوى القوة والمنة بعمله» (مجموع الفتاوى 8/331).
.
فتأمّل هذا التقرير البديع من هذا الإمام الكبير، فأنفع وأصلح ما يكون للعبد
أن يعترف بفضل الله عليه في فعل القربات، وأن الله هو الذي هداه ووفّقه وأعانه
فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا غاب عنه ذلك الاعتراف والإقرار ظهر عليه الغرور
والعُجب والاعتداد بنفسه، وقد لا يكون هذا الشخص قدري الاعتقاد
على طريقة المعتزلة الذي ينفون القدر ويقولون:
إن الإنسان يخلق فعل نفسه؛ لكنه قدري الحال، فلربما كان
في الاعتقاد المجرد على طريقة السلف، لكن حاله وسلوكه على طريقة نفاة القدر!
.
يقول ابن رجب:
"إن العبد إذا علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشر
ونفع وضر؛ علم حينئذ أن الله وحده هو الضار النافع، المعطي المانع
فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل، وإفراده بالطاعة.
فمن علم أنه لا ينفع ولا يضرّ ولا يعطي ولا يمنع غير الله،
أوجب ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرّع والدعاء»
(جامع العلوم والحكم 1/484-485=باختصار).
.
واليقين بأن الله على كل شيء قدير، والإيمان الراسخ بالأقدار؛ يحقق توكلاً على الله،
وتوفيقاً من الله وحده، وغياب ذلك يورث عجزاً وخذلاناً.
قال ابن القيم:
"الخذلان أن يخلي الله تعالى بين العبد وبين نفسه
ويكله إليها، والتوفيق ضده أن لا يدعه ونفسه ولا يكله إليها،
بل يصنع له، ويلطف به، ويعينه ويدفع عنه"(شفاء العليل لابن القيم ص:215).
.
إن للإيمان حلاوة، وأيّ حلاوة! فهي حلاوة لا تحيط بها العبارة،
لن يجد الشخص في نفسه هذه الحلاوة إلا بالإيمان بالقدر،
.
كما قال الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه:
"يا بنيّ لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك"
(أخرجه أحمد 5/317، والترمذي (2156)، وغيرهما).
.
نتابع ان شاء الله….
.
- رقيّةزائر
رد: « الحَدِيث ذُو شُجُون»
الثلاثاء فبراير 14, 2023 7:00 pm
.
- إن الإيمان بالقدر يدفع الشخص إلى تحقيق الإخلاص، وتصفية عمله من كل شائبة،
فإنه يوقن أن النفع والضر، والمدح والذم، بيد الله وحده، وأن الذي مدحه زينٌ، وذمُّه شينٌ،
هو الله الذي لا إله إلا هو.
.
وخير العيش: الصبر، وما تعاظمت المصائب وضاقت بها الأنفس إلا من ضعف الإيمان بالقدر
ومما يعين على الصبر "أن يشهد أن الله خالق أفعال العباد، حركاتهم وسكناتهم وإرادتهم
فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم ذرة إلا بإذنه فالعبادة آلةٌ
فانظر إلى الذي سلّطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تسترح من الهمّ والغمّ"
جامع المسائل لابن تيمية 1/168).
.
والإيمان بالقدر يبعث الشجاعة والإقدام في مواجهة الشدائد والأهوال
فإن من أيقن أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه؛
فإن ذلك ينزع من قلبه مشاعر الجبن والخور، فلا يرضى لنفسه بالذلة والهوان.
.
ثم إن الإيمان بالقدر يحقق الاعتدال في حال السراء والضرّاء،
فلا تبطره النعمة، ولا تقنّطه المصيبة، فلا يحمله الغنى على الأشر والطغيان،
ولا يوقعه الفقر في الجزع والخذلان. والإيمان بالقدر يطهّر القلوب من غوائل الحسد والأضغان
.
فالمؤمن بالقدر لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، فإن الله هو الذي رزقهم،
فأعطى من شاء، ومنع من شاء، وله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة فيما قدّره وشاءه
فالخير فيما اختاره عز وجل
.
فرحم الله الإمام إبراهيم الحربي حيث يقول:
" أجمع عقلاء كل أمة أن من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه"
.
(البداية لابن كثير 11/79).
.
- رقيّةزائر
رد: « الحَدِيث ذُو شُجُون»
الأربعاء فبراير 15, 2023 3:32 pm
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على نبينا محمد وعلى اله وبارك وسلم.
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (اقتضاء الصراط المستقيم) :
“ إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به
وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير الذي قضاه له “
.
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء،
فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه".
.
كما أن الله تعالى إذا أراد أن يشبع عبدا أو يرويه ألهمه أن يأكل أو يشرب،
وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه أن يتوب فيتوب عليه،
وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسره لعمل أهل الجنة،
.
والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها،
كما اقتضت وجود دخول الجنة بالعمل الصالح، والعلم بالتعليم،
فمبدأ الأمور من الله، وتمامها على الله. اهـ.
.
وقال ابن القيم رحمه الله في (الفوائد) :
إذا كان كل خير أصله التوفيق, وهو بيد الله لا بيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار
وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له
ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه. اهـ.
.
وقال في (عدة الصابرين) :
من أعطى منشور الدعاء أعطى الإجابة، فإنه لو لم يرد إجابته لما ألهمه الدعاء
كما قيل:
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفك ما عودتني الطلبا. اهـ.
.
وقال في (الجواب الكافي) :
من ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة؛ فإن الله سبحانه يقول: (ادعوني أستجب لكم).
وقال: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان). اهـ.
.
وأما وجه تقييده، فلابد من العلم أن صور الاستجابة تتنوع، فإما أن يعطى العبد ما سأل
وإما أن يصرف عنه من السوء مثله، أو أن يدخر له في الآخرة،
فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ:
إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ،
وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا،
قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ!
قَالَ: اللَّهُ أَكْثَرُ.
رواه أحمد وصححه الألباني.
.
قال ابن عبد البر في (التمهيد):
فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة. اهـ.
.
وقال ابن حجر في (الفتح) :
كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة: فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه. اهـ.
.
وينبغي أن يُقيَّد ذلك أيضا بخلو الداعي من موانع الإجابة، كأكل الحرام، وترك الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، والاستعجال وترك الدعاء، والشك في الإجابة والدعاء على
سبيل التجربة، واستيلاء الغفلة واللهو على القلب والجوارح
والدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم.
===
.
ربي نسألك العفو والعافية
ونسألك ان ترزقنا الاخلاص والثبات والهداية على الصراط المستقيم يا ذا الجلال والاكرام
اللهم آمين وصلّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله الكرام.
.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى