إعتزال الناس

في الحقيقة يا أخي لقد أنبني ضميري كثيرا ، لأنني منذ فترة اعتزلت اغلب وسائل التواصل الاجتماعي ، لم أعد احتمل رؤية مآسي المسلمين وحالهم، حتى النصيحة صرت اقلل منها لأن ردة الفعل عليها عكسية حيث وقعت في المشاكل قبل فترة في موضوع الترحم على غير المسلم فصرت اوجه النصيحة لمن يرجح عندي انه يتقبل النصيحة.
وكذلك موضوع الاحتفال بالعام الميلادي الجديد
حال المسلمين مبكي مع الاسف
واعتقد اننا في الزمن الذي لم يبق فيه من الاسلام الا اسمه عند اغلب الناس

العُزلة في آخر الزمان أركانُها ثلاثة-كما قال الإمام الخطابي في كتابه (العُزلة) -.

١ – أن لا تدع الجمعة ولا الجماعة.
٢ – أن تختار الأصحاب اختياراً دقيقاً، وتخالط الناس كلهم، لكن لا تختار من هو خاصةُ نفسك إلا بمعيار دقيق.
٣ – أن تتركَ التبقر والتوسعَ في المباحات.

هذه هي العُزلة بأركانها الثلاثة.

فقول النبي ﷺ: «دع عنكَ أمر العامة، وعليك بخاصة نفسك».

خاصةُ نفسِ العالِم طلابُه، والذين يسمعون منه، فليس مراد النبي ﷺ: «عليك بخاصة نفسك» أن لا تأمُر، وأن لا تنهى، وأن لا تعلّم، وكذلك خاصة الأستاذ طلابُه، وخاصة ربّ البيت أسرتُه، فليس «عليك بخاصة نفسك» تعني لا تأمر ولا تنهى، الله -عزّ وجل- يقول: (وَالْعَصْر، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر).

فخاصةُ نفسك أن تأمر وأن تنهى، لكن لا تقلق بأمر العامة، لا تيأس، (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) إذا وجدتَ شُروداً وبُعداً، أما الأمر والنهي فهذا أمرٌ واجب.